في تراثنا الشعبي ثمة مثل يقول ( الصابه فى أول الطريق ) وهو مثل يضاهي ذلك الذي طالما سمعنا به( المكتوب يقرأ من عنوانه ) فهذانالمثلان يمجدان البدايات ويرفعان من شأنهما، إنهما ينضمان إلى أمثلة عديدة أخرى تنصحك بالارتياب والتروي لأن الأشياء في بداياتها هي تمجيد آخر للثبات والجمود عند حدٍ معين طالما دعت إليه الثقافة الشعبية
فكيف التزم الشاعر الشعبي بهذه التعاليم؟.
وكمدخل لنعد قليلا إلى اهتمامات أسلافنا بمطالع القصائد في الشعر الفصيح
فقد اهتم الشعر العربي منذ عصره الجاهلي وحتى الآن كثيرا بمطلع القصيدة ، ذلك لأن المطلع هو في الحقيقة مفتاح القصيدة.. أو مدخلها الذي ندلف منه إلى رحابها وأجوائها ، وانطلاقاً من أهمية الشعر الذي يطلق روح الإنسان إلى النشاط الحي، ويشيع نغماً شجيا ، ويمزج ويصهر الملكات إحداهما بالأخرى (على حد قول الشاعر كولريدج )، وانطلاقاً من هذه الأهمية فإني بموضوعي هذا سأقف عند لحظة التجلي الأولى الأكثر توهجاً.
لحظة الإشراقة الأولى ، لحظة انبثاق القصيدة أو لحظة البرق الأولى وأهميتها في انطلاق النص الشعري .
وعندما نتجول في عالم الشعر الفصيح فسنجد أننا أمام زخم هائل من النصوص الشعرية التي تتخذ من الدمن والأطلال والصحراء والخيل والليل والسيل والمرآة والفروسية والحروب والكرم والشجاعة والزمان والمكان موضوعات تحتوي أشعارها
فامرؤ القيس بن حجر حين يقول:
قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ
فذلك، غالباً، لم يكن يعني حبيبةً بعينها، ولا امرأةً بذاتها، بمقدار ما كان يكرّس، مطلعَ قصيدته، تقليداً شعريّاً كان كرّسه قبله آخرون منهم امرؤ القيس بن حارثة
وطرفة بن العبد يقول :
لخولة أطلال ببرقة ثهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
وتُعد قصيدة البوصيري الشهيرة ” الكواكب الدرية في مدح خير البرية “، والمعروفة باسم ” البردة ” من عيون الشعر العربي، ومطلعها من أبرع مطالع القصائد العربية، يقول فيها:
أَمـِـن ْ تذكــّــر جيران ٍ بذي سلم مزجت َ دمعــًــا جرى من مقلـة بـدم ِ ؟
والمكان تبوأ المقدمة في القصائد، وقالت المطالع الطللية الكثير عن المكان ، وعن الذكريات وعن الماضي بحضوره القويّ ، وفي الحب والحرب والغزو ، أدهشنا العربي بما افتنَّ من أساليب التعبير عن هذا المكان .
المكان بما يعنيه بوجوده المادي والطبيعي، وبما يعنيه من أشواق ومشاعر وتمازج بين الإنسان والطبيعة ، فهذا عمر أبو ريشة يتحدث عن المكان فيقول :
إنها حجرتي لقد صدئ النسيان فيها وشاخ فيها السكوتُ
وكلاهما الشاعر المعاصر والشاعر العربيُّ القديم يهـيمان بالمكان :
” وقـَلَّ لنجدٍ عندنا أن يودعا”
وتتنوع المطالع الشعرية للقصيدة الغنائية، وتتخذ أساليب شتى، ولأن القصيدة الغنائية مسموعة أجمل منها مقروءة، فالمطلع الشعري لها يعدُّ العتبة الأولى « العنوان » الذي ندخل منه إلى عالم النص الغنائي، وبذلك يعمل المطلــع على إغراء المتذوق «المستمع» ويحفزه على التماهي مع النص ، إذا ما كان مؤثرا قويا ويجعله يتعانق مع بقية الأبيات في القصيدة ويحاول فتح مغاليقها، فيكون بذلك عاملا في الاحتفاء بالنص الغنائي، وإن لم يكن كذلك فمنفرا يدفع بك إلى تجاهله وعدم الاستمرار فيه .ومحاكاة الشعراء التالين للقدامى في استهلال القصيدة بمطالع تقليدية يقوم على تناظر ذات الإيقاع والموسيقى التي لا تتعدى وظيفتها التقليدية التي تحاول جذب المستمع إليها بهذا المطلع الصوتي ، بعيدا عن الابتكار والتجديد ، ونجد في قصائدهم حنيناً إلى الماضي ، وسعياً للتمسك به لفظاً ومعناً وصوتاً وإيقاعاً ،
وهذا ما فعله الشعراء الرواد في قصائدنا الشعبية ذات البدع والرد ، قصائد قليلة الأبيات ، قصيرة النفس ، وقصيرة العمر ، وقليلة التأثر بالشعر العربي الفصيح الذي لم تأخذ من أوزانه ولا بحوره ولا طول ولا عمر قصائده المديد شئ . وأشعارنا الشعبية قد جاءت كمحاولات بدائية ، وفطرية لبعض العامة من الناس في أن تقول شــيئاً تعبر به عما تعانيه وما تجده وما تنفعل به من حزن أو فرح ومن رضا ومن ألم وغضب في حياتها اليومية ، ومع ذلك مازال الشعر الشعبي خبز يومي يرافق الناس ، ويرحل معهم عبر الزمان إلى كل مكان ، في السفر وفي الحل و الترحال ، يرافقهم في الحقول والوديان والشعاب وقمم الجبال ، في أعمال الزراعة ، والرعي والبناء ، ومع كل إيقاعات الحياة اليومية يتواجد ، في كل الساحات ، وفي كل المناسبات ، يحضر بقوة في ليال الفرح وفي ساعات الحزن ، عند اللقاء وفي لحظات الوداع ، في الغربة يصرخ مع صاحبه وكأنه بوابة يخرج منها الألم ثم ما يلبث أن يعود ومع كل هذه المساحة التي يحتلها في الفكر وفي الفؤاد والمشاعر بكل أنواعه وألوانه – عرضة ، مسحباني ، لعب ، طرق جبل ، مجالسي .. .. .. الخ ، فإنك ترى وتسمع ألحانه على وتيرة واحدة وبطريقة واحدة أيضاً لم يتغير فيها شئ يذكر ولم يتبدل منها سوى الكلمات فقصيدة تذهب وقصيدة تجئ وقصيدة تحفظ وأخرى تنسى دون أن تتبدل القوالب أو تتغير أو تتطور وظلت على حالها، نفس الطروق وذات الألحان ، هي نفسها كما عرفناها محفوظة مدونة في الذاكرة وترددها الألسن والحناجر بنفس واحد ، وطريقة واحده ، مذ عرفت وحتى وقتنا الراهن .
أما الشعر الفصيح فقد قيض الله له الخليل بن احمد فأسس بحوره وأرسى عروضه ووضع علمه وبسطه لكل الناس وكل علومنا بدءً من الطب والفلسفة والعلوم الدينية والتاريخية والجغرافية ….الخ نظمت ودونت وكتبت ورتبت وحفظت إلا شعرنا الشعبي وما يسبقه وما يلحق به وما يتفرع عنه ، فقد بقي على حاله يقاوم الزمن ويصارع السنين فتمحو منه ما تمحو وتبقي منه النزر اليسير دون توثيق ولا تطوير ولا جرح ولا تعديل .
ومطالع قصائد ديوان الجنوب لا تبرح بعيدا عن ذات المعطى ، ولا تترك مكانها إلتزاماً بذات الأنماط ، وتمسكاً بذات الأسـاليب .
إعادة وتكرار وإتباع لمن سبق وكما هي .
ظاهرة صوتية ثابتة لا تتغير ، كذلك المطالع تتكرر وتتركز في كثير من الأحيان وهي هي ذات الكلمات وتكاد تنحصر المطالع فيما يأتي :
ذكر الله ، السلام ، الترحيب ، الفخر ، أنواع القول ، التشبيب ، الصاحب ، الصيد ، الوصف ، الثمار ، الحلي والملابس ، البرق والقمر ، الذيب و السياره ، الزفر ، الأنين ، الأسى والموت
ولنستعرض الآن نماذج من تلك المطالع
أولاً : ذكر الله وحمده ودعاءه
باسم الله ، بديت باسـم الله ، أول القول ذكر الله ، ذكر ربي ، الحمد لله ، الله ، والله ، يارب ، الله اكبر ، حلفت ، طلبة الله ، ألا يالله إني اطلبك ، يالله اطلبك ، يالله طلبتوك ، يالله يا ذا خلق
باسم الله
بسم الله الرحمن سميت به في محضرتنا
باسم الله الرحمن بديت باسمه
بديت باسـم الله
بـديـت باسـم الله رفيع الجـلالي
بدية باسـم الله رباً رقيـبـا
نبتدي بأسـم ربي معطي الخلق من خير النعم
بديت وانا الزرقوي من راس قله
أول القول ذكر الله
أول القول ذكر الله ذا عالي البخت النصيحة
أول القول ذكر الله ذا عندنا مكسب وفود
أول القول ذكر الله وصلوا على سيـد البشـر
أول القـول ذكـر الله قـدام نبـدى والـسـلام
أول القول ذكر الله وبأقل علـى المحفـل سـلام
نحمد الله
نحمد الله مع الإسلام حجينا
نحمد الله التطور بان فيه الكذب والصح بـان
الحمد لله راع الظلم والبير حايل
يالله الحمد لك ماني في العالم الغربـي وزيـر
نحمد الله ما علينا من الدنيا بقوص
يالله
يا الله الطف بنا فإنـا مـن العالـم المستضعفيـن
ياالله ياذا فتح باب الرجـا بعـد يلحـج
يا الله يا ربنا المشكى عليك
يا الله الطف بقلبا بعد ما ذاق طعم الحب رجف
ياالله في نواً وله برقاً ورعدا
الله
الله من غربه معي في خبت نعمان
الله مـن علة بغاء قلب الهر يرى ينسب آبها
الله يخليك شار أبوك ياعبدالعزيز
الله يابو نصوباً هلّ من ديانته
الله لايسقي زماناً قصر اشناباً وطال اشناب
والله
والله لتشكي النّدم والبرد ياضامن
والله اني احب ذا بين الملا سيمتا
والله إنّي احبّ وارغب في تقاليد البلد
والله ما بغي لبشة ايدي ولي بشكول لمات
والله لولا الكسب ماهو بين زهران
يا رب
يارب هب في خاطري ساعات تسعى
يا رب يا مطلوب يا حاكم الحكّام
يارب تخلف على اللي قال هيا مشينا
يارب تغفر مية مليون والفا زلة لي
يارب تنجد لعمراً صابر على جروحه
ذكر ربي
ذكر الله عدّ حج البيت والطّايف
ذكر الذي في كتابه حط كافٌ و الف لام
ذكر الذي قبته بين المدينه والحروب
الأوله ذكر ربي قبل قول وقيل
الله اكبر
الله اكبر حي والا منت بحي وين انت يا صدام
الله أكبر على الدنيا عسى الله يكفي شرّها
الله اكبر يا كبر صبر قواد العمي
الله اكبر تبلعين المراره ياقلـوب
حلفت
حلفت ياخاطري ما يزمزم
حلفت لوكان جلس النحل متياع لي
حلفت صـادق ان ماللحكيـم الا الحكيـم
حلفت مفلت ذلولى من يدى وشترى دون
حلفت لاصدح بشعـرٍ يبـري العلّـه
طلبة الله
طلبـة الله تبـدّى يا سلامي لاهل وادي العـلي
طلبة الله تبدا قبل قيل وقال
طلبة الله تبـدى تفتح الباب من لـِّحاجته
طلبة الله سلامي وانتقي ما الرجال أخيرهـم
طلبة الله قبل توريد القصيد
ألا يالله إني اطلبك
الا يالله اني اطلبك يا عالي النضـر
يالله ان اطلبك عضنا فانت علام الغيوب
الا يالله اني طالب وجهك الغني
يالله اطلبك
يالله اطْلُبك لا تجعل عظامي في جهنّم تلاع
يالله اطلبك يامنشي النصوب الذي تحت لف
يا الله الطف بقلبا بعد ما ذاق طعم الحب رجف
يا الله أطلبك يا متكفل الحي والميات لوف
يالله طلبتوك
يا الله طلبتوك تجعل مرزقي حل من حل
ياللة طلبتوك سيل من وكون ترعدا
يالله طلبتوك لأرض البادية ود يسري
يالله طلبتوك يامنشي السحاب الثقال
يالله طلبتوك يوم أن المطاليب تنصاك
يالله ياذا خلق
ياالله ياذا خلق سيدي محمد وبو بكر الصديق
يالله ياذا خلق شوفي ومنشا نظر به
يالله ياذا خلق خلقه ورزقه وكفه وصله
يالله ياذا خلقت الكون ونشيت له منشاء نضيف
يالله ياللي نصر عبده محمد بابو بكر الصديق
ثانيا : الســـلام
يا سلام الله ، يا سلامي ، ســلام
يا سلام الله
ياسلام الله على لبس راسي والجنوب
ياسلام الله على من يشتري القالات والزعمات
ياسلام الله على سيفا تهيوس في الكفر هيـواس
ياسلام الله على الوادي الذي بالنور يزهري
يا سلام الله على سوقاً تنصا في منص اوطـان
ياسلامي
ياسلامي، ياشريك ما جحد حد ولا حدين
ياسلامي على زهران واي ما كما زهران احد
ياسلامي عدد ما يزهي الزّرع واغصانه بطل
ياسلامي على غامد سلاماً يصل في كل دار
يا سلامي على ســورٌ بني خالد
ياسلامي على اهل الجود واهل الجمايل والفروح
ســــــلام
سلام ياصورا حما زهران
سـلام قـدّام أسـوي لي صيـاح(ن) وشيغـاب
سلام يامن نحبه لاحضرنا وغبنا
سلام ما دام طلع النبت من فوق وادي
سـلام يا اهـل انقليزٌ في اللقا فض الاعظام
ثالثا : الترحيــب
حيا الله ، حي ،مرحبا ، يامرحبا ، أهلا ، كثر الله
حيا الله
حيا الله شيخ(ن) نحبه في غيابه والحضور
حيا الله شيخا معه ظنه وراموسا
حيا الله قصراً وثيقاً سامته والربوع
حيا الله سيفا شبيا وحده فيصلي
حـيا الله سـيفاً يـبت الجماجم والعنق
حـي
حي قيفاً يريض للقبايل وللضيف الف ريض
حي جند لامضـى ديـره نقـص حتـى بغيرهـا
حيّ مِن سنّ قتل المُعتدي فالحُمى ، والبوح سنّ
حي من يلقى علومٌ مع العالم وحج
حي سيل سال وأسقى من مخيله خيال
مرحبــا
مرحبا مرحبـا مـا دام للحاليـه والمُـر فيـق
مرحبا مرحبا قدر ( الطُّفيلي ) وقدر السّـامعين
مرحبا يالذي في كل شورٌ صليبٌ حاكمين
مرحبا يا من حمى الفيضين من يوسي وحارثي
مرحبا في مرحبا يا عمري يوفي البشير
يا مرحبا
يامرحبا لـو ياجـي البـدو والحضـر
يامرحبا ماداموا اهل الكتب يقرون
يا مرحبا عد جدح الـسيل يادولة نعاش
يامرحبا يا مطاليق الظفير ما انسى نسب
يا مرحبا عد صوف الضان وامتـان زل
أهــــلا
أهلا يامرحبا في مرحبا مليون ترحيبه
اهلا ياشوقبيا زارعه قد سرح
أهلا عداد المطر من غزر الأمزاني
اهلا بصالح عدد ماكان * وعداد بنُُ على فلجان
كثر الله
كثر الله خير شيخ (ن) عاقل ما هـو مـن الغشـام
كثرالله خيركم ياعانيتنا ماجرى قصـور
كثر الله خير من يعرف الأمور
مكثـور خيـر الـذي مـن نجـد ودّا رعيـه
رابعا : الفخــــر
أي نحن ، انحن ، أي
أي نحن
اي نحن غامد الهيلا بدينا مشاريفٍ تهول
اي نحن صلب غامد يوم يصبح علينا وقت شر
أي نحن زهـران هيبتنـا تهيـب عاليمـن والشـام
أي نحن زهران نور ساطع على الأرض كلها
اي نحن زهران مثل السيف الاملح يـوم لاعـدم
انحن
انحن غامد اصول الدين من عهد طارق بن زياد
انحن هلكنا ظمى لاشفت كاسه ولا جيك
انحـن لا وشَّـو العربـان وشّينـا
انحن زهارين وانحن بني عم
انحن اولاد قومٌ قد مضت فـي سنيـن سالفـه”
أي
أي محمد يقول الهجره متغيره ولهـا صفـه
أي محمد يتلقى العواني والق مـــر
أي لنا حق على راشد وله حق على زهران
اي نحن زهران زهرة الارض يا جاهل وبونا بين
خامساً : أنواع القـــول
يقولون ، انه يقول ، قال ، اقول ، أقوله ، يقلك ، يقل ، يقول ، الشاعر يقل
يقولون
يقولون العالم الحرباء تسمى جمل الشيطان
إنه يقول
انه يقول الزرقواني حن يا بيت
انه يقول الزرقوي يا عال بمبي
إنه يقول الزرقوي ياحَبْ سَمَـارا
انه يقول الزرقوي ياستر مانات
قــــال
قال دغسان يا موز اهل ذي عين
قال ابن زربـان قلبـي كلمـا ونّ حنّـاس
قال امن جابر نحب أهل الرضا واسمح الناس
قال الهريري رجف قلبي مع من تهى الرج
قال احمد ام جبران ياقتالي اخطيت
قال ابن زربان محسب خاطري يامن الشر
قال الحميم ان ما موت المطاليق (غبنا)
قال ابو متعب الله لا يسامحك يا خط الجنوب
أقــول
أقول يا مرسدس ماسمكرت في ورش راش
اقول يابو عظاماً يوم يمشي بلينا
اقول يا صالبي البن غامد وزهران
آقول يابو كفوفاً بيـن لمَـات ختَـم
اقول ياغفر صيـداً مـر وادي سقامـه
أقـــــــــولـه
اقوله يا سيف ما جالك تخله وصديت
اقوله يا موترا رجّ الدروب الـف رجّـا
اقوله يا عذق كادي عند ناسٌ بكالي
اقوله يا صالبيا مغرسه في د لع ماء
آقوله يادخن لا بـصـّر قضايا ومقدور
يقل لك
يقل لك ابن الزرقوي شيبي رماني
يقل لك ابن ثواب يازفـري وحنـي
يقل لك ابن جهاد يالعـُود المعجــور
يقل لك بن ثواب بات القلب ضامي
يقل لّك ابن الجعر ياما معـي مالغْنـم
يقــل
يقل علي بوس بك ياذا لعهده باق بيس
يقل محمد ملاسي من رضي ماغبن
يقل ملاسي بغيت الهند يوم الربوع
يقل محمد تعبنا في هوى بدو غامد
يقل محمد قلوب اهل المحبه شفافيق
يقــول
يقول دغسان ما ظن القيامة بعيده
يقول بو سحاب يا تمر أهل بدري
يقول حميد أتعبتني دايرات الليالي
يقول أحمد أم جبران لو بشكي على الفُوق
يقول جمعان انا وهل الزمان اعتقبنا
يقول ابو رزق يا صيدان كب النطاح
يقول بو عبد الله مافى اللوح جاري
يقول جار الله ياوجه القمر وابتسامه
الشـــاعر قال
المالحي قال يـا دكتـور داو المجاريـح
الكِناني قال : يا عيد الحُزُن والهمّ مانت بعيد
ابن صالح قال : راسٌ يحمي الشيمـة وراس أبـا
ابن مصلح قال : طلع اللوز يعجبني وصد قناه
بن دغيثر قال: عن كل مطلق بن شدا
أحمد يقل : لولا المزا ياسالب الحال
محسن يقل ماظلمتك ياحمام الحرم
ابو جعيدي يقل : جاني من الدهر جوله
سادساً : الوجدانيات
ياوجـد
يـا وجـد روحـي مريضـة وإنها رقفـا
يا وجودى وجود العسكري لا خدم عشرين عام
ياوجد روحي على أصداراً بها الموز ياتي
ياوجد روحي على سمعة جميع العرب سات
يـاصــاحبي
ياصاحبي ماصغى قلبي مع من تهرج
ياصاحبي دامك اخلفت الوعد منت صاحب
ياصاحبي وش يكلفنا بالأقصى والادنـا
ياصاحبي منكم تودعنا ومقفين
ياصاحبي لا تكثر هرجك الصد بيبان
يانديبي
يانديبي روح إلى ديرة الغالي ومـر
يانديبي فوق عَودا مايلام الخبط والصقور
يانديبي توجه لين تاصـل لدعـوى المنصـري
يانديبـي روح الى مملكتنا باهتمام
يانديبي فوق عوداً ما برك زوله على الدناس
ياذميري
رح ياذميري عند مظنوني وقله
يا ذميري تصل دعوى بني سيـد ولفهـم ولـوف
ياذميري على عود نجيب يصل باربع خطى
ياذميري من الوسطى توجه لربعي بالرسـول
سابعا : التشبيب
شــربت
شربت من كف الذي شبهت ذوقه
شربت من ريق الذي يدري به الرب
شربت من كف الذي قلبي يحبه
شربت من كف الذي جعده ضمومات
شربت من ريق الذي دونه ندر قوب
ان اهـل
إن أهل مـن يـخـلـط الـصـنـدل على مـاي وردا
إن اهل من ردع الحنا بحكمة ومقدار
إن اهل مـن في كفوفه عشر ختم
هني عينك ياشهر لاعدت بادي
ياصــيد
يا صيد لا مر من ناوان فـي ديـن ظلما
يا صيد عيسان زادت سُرعتك بالرّجافان
يا صيد يدرج غزاله من ورا خل صلحب
ياصيد يرعى في مناشي وشم عناس
ياغفر صيد يرتعي في ناب هـولا
يا بو جعوداً
يا ابو جعودا ً من على امتانه مدرهم
يابو جعوداّ من على متنه لوا لي
يابو جعودا بينه الريحان والطيـب
يابو جعود(ن) يكسيها قافي ومقبل
يابو
يابو جنوب(ن) مثل فتًـاش الدفاتر
يابو جنوبا كنها من حدرامضان
يالله يابـو نصـوبا مليمانية
يابو محمد بغيت البارح أفض واذهب
بوجعيدي يقل بويه تبرع بالقسوم
خاتم الماس
ياخاتم شفت فيه اللول والماس محتـم
يا خاتم الماس مالك شاغـلٌ في بلدنا
بعلمك عن بو كفوف لايمت ختم الماس
اخذت لي في يدي خاتم الماس
ياجوخ
يا جوخ بغداد ما ياجي على بابك الماس
يا جوخ يا قرمزي ما شغلته با عتمالي
يا جـوخ له تاجـرٌ ماورده من عدامن
يا جوخ ماهوب من وارد عدن ديـنا
يا جوخ شغلك عال ماهو باعتما لي
ياجلس نحل
يا جلس نحلا يداوي الشيب و المر ضعينا
أقوله يا جلس لا ظلا لـه الـرب يحكم
يانحل مايعمد الا في فراع(ن)
ياصالبي
ياصالبيا فا لخلي والما جرى له
يـا صـالبي له و كيلٌ بين غـرسه مريـّض
يا صالبي بـيـنه الريحان الاخضر وكادي
يا صالبيـّاً في شـدا وألفي ظليله
يـا صا لبي البن ولك ا لفلج وارد
يابـــــن
يابنّ يابنّ يجنونه من اشعاف وادي
يابنّ الاصدار ماظنيت يمحاك لمحـي
يابن في صدرٌ مصيون فين انتعنا
يابـن لاقاربوه اهـل الخيانات مرضى
ياهيل
ياهيل ياهيل لولا بيت ربي وتا الدار
يا هيل لولاك ابتدعت القصائد
ياهيـل ياهيـل يامابي لشوفـك ولمسـات
ياهيـل ياهيـل ياليتك تجيني بلرحام
ياهيل لا عـد تهل الدمع من فوق الاجفان
يارازقيا
يارازقي في هبار وشيّ خدّاني
يارازقي حن يجي من خل عانياب
يارازقيا بطن وادي فيق فانا
يارازقيا شروه اهل السفر والمنيخون
يالوز
يا لوز ما بات عند أهل البوابير مجحود
يـالـوز مـاهـو لمن يـبغي يوزع مناوي
يالوز ماضلت غصونه قواصر وشيمر
اقوله يالوز لاظلى غضاريف وجحاد
يالوز في وادي الصدر لاصمك البوب
ياموز
قال دغسان ياموز اهل ذي عينا
يا موز من دونه اسوارٌ عظيمه وتبنا
يا موز الاصدار تحسب مغرسه في ترب بيت
يا موز تهوي به الاغصان في صدر انعاش
يا موز في مغلقه بـيعه قضايا ومقدور
ياتمر
ياتمر رينا عذوقـك زائـده والبلـح لام
يا تمر صفري يعجب القايد وروده
يا تمر باتت عيوني ساهره من شفاه
ياتمر صفري في نخيله راج عالرب
يا تمر ما صدر ازمانه بعد في دلع ما
ياشهر
ياشهر ما ودّي تغيّب ليل عنّا
يا شهر يا شهر خليت ارضنا تونس
ياطير
يا طير يا طير سلّفني الجناحين وآطيـر
يقل عميّان يا صقر الهوى مانت هامه
غرَد الطير والنور انبلج والصبا نسنس وهـب
ياطير ..ياطير بلغ صاحبي وين ابلقاه
يارجال الطيور اشكال ماكل طيراً ينشـوي
ياذيب
يا ذيب لاعاد تعدي في الغنم بدّ عاوي
الذئب راعى ومال الناس ماهو بله مال
ياذيب سرحان لا تعوي تر(ن )العوا ذل
قال احمد ام جبران ماحد يبغي الذيب
قال احمد ام جبران هن الله للذيب
ياموترا
ياموترا زاع من جده عشا تالي
ياموتراً لامضى المنحوت وسعدكماه
ياموتراً له على نجران منصـب ردايـم
يـا موتـرٌ مر ما المعـلا وريع الحجولا
ياموتراً ذب يجيب التمر من فايت ارضا
ثامنا : التهاني والأماني
إن أهلك
ان آهلك يا كاذي جالت انهار
ان اهلك يامحظ ياجى من بكار البداوين
إن اهـلك ياموترٌ في شغلته لولٌ وذهـب
ان أهلك يا مسرحي بعد العمل والدمس لف
ان اهلك يا مصرحي من عز حبان
ياليت
ياليت لي في الجبوب اربعماية حلقه
ياليت ذا سافر ابها مابينغر فتا النوم
ياليت نيس اليماني فوق راسه بلر حام
ليت المضنًة من ورا تسعيــن شـدة
ياليت ياليت لاجاء الموت يمهل لّي بـدور
تاسعا : الأنين والزفر
ياونتي
يا ونتي ونة الطابور من سـد نجـران
يا ونتـــي ونــة الي كل ما ون طــاح
ياونتي ونت المسجون في حبس واسري
ياونتي ونة الملقوص في نجد الاقصى
ازفر
ازفر لغر ريحته صندل وعوده
ازفر وذب يبديني اعلاماً تهول
أزفر ويغدي لي شراب الماء تعايب
ازفـــر لمن در البكار أربا شفن له
أزفر لمن حبه في انعاشي تعلق
ازفر لمن حبه نهب قلبي وزاعه
ازفر زفير
ازفر زفير منيمس تبديع ليه
ازفر زفير الرعد في نو ابتكر به
ازفر زفير الرعد في تسريح ناوي
أزفر زفير منيمسي لاحن واقـتـل
ازفر زفير إللي نهب من غير نوياه
زفرت زفره
زفرت زفرة زاع منها كل قله
زفرت زفره زعزعت نيس المسمى
زفـرت زفره بغى يزتاع منها شدا
زفرت زفرة راح منها القلب فتفوت
زفرت زفراً كلما له يلمع أجور
يازفرتي
يا زفرتي منها الجبال ترازماني
يازفرتي زفرة مريضٌ ذايق السم
يازفرتي والروح من بين المعاشق
يازفرتي زفرة غلامٌ بته الداب
يازفرتي زاعت جبـل دوس اليماني
أعوي
اعوي عوى سرحان حن يحبي بالاحباب
يا أحمد الذيب يعوي ما يفيد ا عوى
عاشرًا : الموت والأسى
يا موت
يا موت لا تاتعدى بيتنا سوري اتي
ياســين
يا سين وانا علي يوم الصبا حول
ياسين يا شهراً ونوره ضاح ليله
ياسين ريتوك فيد اللاش يا خيزران
ياسين ياوجد روحي يأهل الموجبات
ياحسفي ياصبا عمريي ويا وحشتي له
ســرى
سريت لك ياصاحبي في ليل أعمى
اللي سرى في ظلام الليل صبحا نجيبـه
شــريت
شريت عوداً وهو مـن وبلةً جاهنيـة
شريت لي عـود دوب إنه طلـع نابـه
شريت لي طير واحسبته كبير الصقور
شريت لي ثورمن عز الثوارينا
شريت لي موترٍ فيه الكفر صف تبليـس
الزير
زير العباله ينسمع من قنونا
ياناقع الزير لك طرق ولك سيرة
لبس
لبس جنبي مثل سيفٌ فيصل
لباس جنبي ناويٌ من نصوب صيف
اليوم
اليوم كلاً تحضرا واحتمل شي براعه
يوم وافيتـوك حسيـت قلبـي طـار
اليوم في نعمة وضحك وكركرة
اليوم ماهو كما عـام الاول
يوم كل هجع في مهجة النوم رحت أقرى كتاب
أنا
أنا قدّمت لي في عود واصبح من اخس الجمال
آنا عندي حب لكن مبغي آكيلـه بمـد النـاس
انا وافيت لي كهله طويله تهول الهايلين
انا ورّيت رويا خــير ماني بقيـل إلاّ هيـه
انا اشهد ان اهل الهوا شرحت فؤادي
ودي
قال الهريري مع مبدا القمر ودي أسري
ودي اتهرج بحسي وبين الناس عيد
ودي اسير وارجا كل جيـد وهـو يرجـا لنـا
ياود روحي من المعضى وياود كسري
يا الهيل ليلى سرى وأنا بعد عند بابك
وبعد
ألاف القصائد مما لا يُعــــد ولا يُحصى ، كانت تلك نماذج لمطالعهــا ، ذات النمط ، ونفس القول ، كلمات مكررة ومعادة ومع ذلك كله فإنها تملك سحر عجيب ، وجاذبية طاغية ، ووقع رهيب ، يقبل عليها المتلقون وكأنهم لم يسمعوها من قبل ولم تطرق مسامعهم إلا في التو واللحظة ، فتنتشي بها جوانحهم وتتفاعل معها جوارحهم ويستمر الترديد والنشيد بأصوات عذبة وأنغام شجية ولمـا تخرج عما سلف
ولكن الغريب والعجيب هو ذلك الحرف الذي يتربع بكل ثقة على الغالبية العظمى من مطالع قصائد الجنوب
ذلك الحرف هو :
حرف الياء
والنــداء ، النـــداء ….
هو الآلة العجيبة والصوت الذي يتكرر في كل مطلع و يتردد على كل لسان
والنداء : هــو أسلوب إنشائي طلبي يعرّفه النحاة بأنه توجيه الدعوة إلى المخاطب وتنبيهه للإصغاء وسماع ماي ما يريد المتكلم أن يقوله .
وها قد مر على إسماعكم ( 350 ) مطلعاً منها ( 200 ) مطلع تبدأ بالنداء
يالله ، يارب ، يامطلوب ، ياونتي ، يازفرتي ياسلامي ، ياهيل ، يابن ، ياموز ، يالوز ، ياليل ، ياشهر ، ياصالبي ، ياتمر ، يانديبي ، ياذميري ، يا صاحبي ، ياطير ، ياموترا ، ياذيب ، ياسين ، ياموت ،
فأي سحر حفل به هذا النداء ..؟؟
ومع استمرار تكرار النداء بتلك الصورة الطاغية فإننا لا نكاد نحس بذلك التكرار ولا نمله ولا نستثقله منذ أقدم قصيدة وعيناها وحتى احدث ما سمعنا
فنحن نسمعهم يرددون ، ويقولون ، ويعيدون ، ويكررون ، وكلنا أذان صاغية
فهل تكرار النداء هــو من قبيل حرص الشاعر إلى لفت انتباه السامعين وإيصال رسالته الصوتية عبر النداء ..؟؟
أم أن استخدام أسلوب النداء، خروج عن طلب الغناء والاحتفاء به ، إلى أساليب شتى ومعان أخرى مثل التعبد ومناجاة الحبيب وطلب الغيث وما إلى ذلك
وهل تكرار المطالع المستمر والنداء هو نتيجة وقوع الشاعر الجنوبي في اسر تقليد من سبقه من الشعراء ، فاقتفى آثارهم وسار على خطاهم ، وسيطرة عليه الثقافة الشعبية الموروثة من ناحية ، ولم يتمكن من توظيف المعطى المحلي من ناحية أخرى ..؟؟ ، وهل كان بعض منهم تنقصه الموهبة الفنية الإبداعية، ولم يستطع الانفلات من هذه الربقة التقليدية ..؟؟؟؟.
وهل للصوت أو اللحن أو الطرق أثر وسر عجيب يجبر الشعراء على ترديد ذات المطالع ..؟؟ وينسي المتلقي القدرة على التفكر في جميل المعاني والبحث عن جودة اللفظ وعن جمال القصيدة ….؟؟؟ إلى درجة أننا الآن نغنى ونرقص بكلمات وقصائد تجارية لا يربطها بتراثنا سوى الصوت
وهل يمكن أن نقول إن شعر الجنوب ظاهرة صوتية ….!!
وأن كل ماسبق يمكن أن يثبت أو ينفي هذه المقولة