امن تذكر جيران بذي سلم
مزجت دمعا جرى من مقلتي بدم
عندما وصل الى مسامعي مؤذنوا حارتنا وهم يقولون :
صلوا في بيوتكم بدلا من حي على الصلاة بدواعي كورونا .
تذكرت درس الفقة في مدرسة وادي العلي الابتدائية والاستاذ يشرح لنا انه عند نزول الامطار القوية فعلى المؤذن ان يقول للناس عند رفعه نداء الصلاة
صلوا في رحالكم
وما هي الا اياما معدودات من ذلك الدرس الذي اعجبني وسكن وجداني حتى هطلت امطار غزيرة على قرية القصعة فاسرعت الى مسجدها الحجري الذي يقع خلفه بيت علاف وامام محرابه بيت سعيد العقيشي
لم ابالي بشدة المطر وبروقه وصواعقه
رفعت نداء الصلاة بحماس شديد وصوت اظنه ندي وحين وصلت الى حي على الصلاة ابدلتها كما علمني استاذي بقولي :
صلوا في رحالكم
خرجت الى ساحة العقيشي عمتى (…… بنت حمدا بن قباء ) وهي تبتسم لي ابتسامة دافئة مشحونة بالعتب والرضا في وقت واحد وقد صك سمعها تغييري ماالفته وحفظته وهي جارة للمسجد من كلمات النداء التي غيرها بغير المألوف هذ الصبي الصغير الجرئ المتهور المعتدي على قدسية كلمات النداء ليغيرها بغير ماالفته سنوات طوال
لم ابالي بغزارة المطر ولا بسخرية عمتي (…..) وعتبها ولا بثيابي التي امتلأت وغرقت وابتلت بشأبيب الرحمة فقد كنت في قمة السعادة بتطبيق ماتعلمته على ارض الواقع اذ وقفت على جدار ساحة المسجد وكأني اشدو باحلى قصيدة شعبية جميلة لدغسان او الزبير او ملاسي
لم استطع حينها دخول المسجد فقد كنت خارجيا في حالة يرثى لها من بلل وغرق ملابسي وسطوة البرد لكني كنت منتشيا ومسرورا جدا بما فعلت هرولت عائدا الى البيت كالديك الذي يؤذن ولا يصلي اقتربت من القبس التي كانت مشتعلة داخل البيت لاجفف شيئا من اثر المطر الذي غمرني من رأسي حتى اخمص قدمي
تلذذت بالنار ودفئها وقهوة امي الى جوارها محشية بالجنزبيل وشقفة قراشة هدأت بها روع البرد الذي لم يكن يساوي شيئا من سعادة غامرة امتلأت بها جوانحي وانا ارفع الى السماء نداء صلاة العصر وقد احتوى على
صلوووووو في رحاااااالكم .